من أهم خصائص المدن الذكية هو استعمال التقنيات الرقمية الحديثة القائمة على تجميع وتحليل البيانات عن طريق الذكاء الاصطناعي، ولعل من أبرز هذه التقنيات؛ الطائرات المسيرة أو الطائرات بدون طيار (Drones, UAV) وهي طائرات صغيرة الحجم غير مأهولة بأشخاص، ذاتية التحكم حسب برمجة مسبقة أو متحكم فيها عن بعد عن طريق شخص ما.
وحسب اخر الدراسات فإن تدخل الطائرات المسيرة في الأنشطة الاقتصادية كالتالي:4% الزراعة والغابات، 5% الأمن، 5% خدمات التوصيل، 8%خدمات الطاقة، 13% البناء والبنية التحتية ،18% الدفاع المدني والسلامة ،18% التصوير الجوي ورسم الخرائط، 38% استعمالات أخرى (المناجم، التعليم، النقل، البيئة …) ويمكن القول بأن أكثر من 50% من المجالات المذكورة متعلقة بأنشطة مباشرة بالمدن والبقية بعلاقة غير مباشرة بالمدن.
أهداف :
تطورت استعمالات الطائرات المسيرة بدمج البيانات المجمعة مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلها، وهذا البحث يسلط الضوء على تقنيات حديثة تمكن من إدارة أمثل وأنجع للمرافق العمومية، تحسين الخدمات للمواطنين ودعم التنمية الاقتصادية بشكل عام في المدن والبلديات.
ويتمثل هذا التطبيق في إنشاء نموذج أو مجسم رقمي ثلاثي الأبعاد للمدينة عن طريق تجميع الصور عالية الدقة باستعمال الطائرات المسيرة ، يتم ترميز وتعريف وتحديد مكونات النموذج بربطه مع قاعدة بيانات المدينة (أسماء الشوارع، الملكية ، الطرق، المناطق الخاصة ، المناطق العمومية، أماكن المرافق العامة …) ، ومن خلال عمليات طيران ذاتية التحكم ومبرمجة مسبقاً تقوم الطائرات المسيرة بجمع وإرسال بيانات جديدة بشكل منتظم ، تمكن هذه البيانات من تحديث آلي للنموذج الرقمي للمدينة، اكتشاف المخالفات، تسهيل وتسريع الخدمات للمواطنين ، الإنذار المبكر والدقيق في حالة الكوارث ، تحديد الأماكن المكتظة وتسهيل سلاسة المرور، وغيرها.
